الأربعاء، 15 مارس 2017

حرية المرأة في عرض آرائها . بقلم / محمد سعيد أبوالنصر


حرية الرأي تعني أن يثور الانسان  على الظلم والاستبداد ، ويعرض رأيه ، ويقول الحق ولكن في حدود المسموح به من الشرع ، وهذا يعنى أن الحرية لها ارتباط بالدين والشرف والعرض ولها علاقة بالحضارة العربية الإسلامية ، فالحرية صلتها بالإسلام وحضارة العرب كعلاقة الروح بالجسد.
 إن الحريّة هي أعلى مراتب الحياة ومطلب البشرية لتعيش بعزة وكرامة وإباء، وهي أمانة تقع على عاتق الإنسان الحر، ويجب عليه التضحية من أجلها بروحه ودمه ونفسه، فالحريّة هي الحياة الفضلى والعيش الكريم المستقل والوعي والمسؤولية بالحقوق والواجبات، ولكي تكون حراً يجب أن تتحلى بالشجاعة والصبر وتحمل كل المصاعب والمشاق التي تعترض طريقك إلى الحريّة. ولقد جاء الإسلام وحرية المرأة في أقل الدرجات ، فغير الإسلام الوضع ووضع قواعد وقوانين في احترام المرأة وفي إبداء رأيها وتنقل لنا كتب السنة والتاريخ الإسلامي مواقف متعددة لاحترام رأي المرأة فهذه خولة بنت ثعلبة تحاور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قضية زوجها الذي ظاهر منها، فينزل القرآن مقرًا بمشروعية هذا الحوار، وأحقية المرأة في أن تدافع عن نفسها إن تجاوز زوجها حدود المعاشرة بالحسنى، فقال تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1]. وخوله هذه هي التي استوقفت عمر بن الخطاب قائلة: "يا عمر، قد كنت تدعى عميرًا، ثم قيل لك عمر، ثم قيل لك أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب، وهو واقف يسمع كلامها، فقيل له: يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف؟ فقال: والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة، أتدرون من هذه العجوز؟ هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر". إن الإسلام لا يكمم أفواه النساء، ولا يمنعهن من التحاور والتعبير عن أنفسهن، يقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ، وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ، إِذْ قَالَتِ امْرَأَتِي: لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مَالَكِ وَلِمَا هَا هُنَا؟ فِيمَ تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ؟. فَقَالَتْ لِي: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، مَا تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ، وَإِنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ؟. فَقَامَ عُمَرُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ، إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ؟. فَقَالَتْ حَفْصَةُ: وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ.."
إنَّ رأي المرأة  يحترم في أعظم القضايا، فهذه أم سلمة زوج النّبيّ صلّى اله عليه وسلّم، تُساهم برأيها في حل أكبر معضلة عندما أشارت عليه أن يحلّق شعره وينحر هديه حتّى يتّبعه المسلمون الّذين صدموا بحرمان المشركين لهم من دخول مكّة.
 وأجارت أم هاني رجلاً مشركًا في مكّة، فقال لها النّبيّ صلّى اله عليه وسلّم: 'قد أجرنا من أجرتِ يا أم هَانِيء "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفضلو جرو شكلى